أنواع الحسابات

هل الركود على الأبواب؟
تم النشر في Apr 12, 2023

image


هل هذه أول إيجابية كاذبة منذ عام 1955 ؟


ظهرت العديد من المقالات مؤخراً تظهر أن هناك ركوداً اقتصادياً على الأبواب؛ بعض من هذه المقالات تشير إلى أن الركود القادم سيكون أسوأ من الأزمة المالية التي حدثت بين عامي 2007-2008. لكن تقارير أخرى نفت أن يكون هناك أي ركود قريب، حيث إن أرباح الشركات الكبرى تتجه نحو الارتفاع وتُبشّر المستثمرين.


تم دعم التقارير الدالّة على الركود بمؤشر منحنى العائد المقلوب الذي لم يُخطئ منذ عام 1955، وهو منحنى متمثل بخط واحد يرسم العائد المالي الذي نتوقع تلقيه من الاستثمار في سندات الحكومة الأمريكية لكل فترة استحقاق، إذ يتنبأ شكل هذا الخط بقدوم ركود جديد.


اكتشف منحنى العائد المقلوب - الذي ابتكره الاقتصادي الكندي هارفي كامبل - فترات الركود منذ عام 1955، ففي كل مرة يتم فيها قلب منحنى العائد يحصل ركود.

قبل أن نشرح أكثر عن منحنى العائد المقلوب، دعونا نناقش سوياً قيمة الوقت والمال. نتفهم أن التضخم يؤثّر على ما تملك، فالمال الذي كان لديك قبل عقد من الزمان، ليس لديه نفس القوة الشرائية كما هو الحال اليوم، ولذلك يتوقّع الناس تلقي فائدة على أموالهم للحفاظ على قوة مالهم الشرائية.


عند الأخذ بعين الاعتبار جميع ما ذكرناه سابقاً بالإضافة إلى العلاقة الوطيدة بين سعر الفائدة والتضخم، فإن سعر الفائدة قصير الأجل أعلى من سعر الفائدة طويل الأجل، حيث يبلغ عائد عام واحد حوالي 4.85%، وعائد 10 أعوام حوالي 3.40%، وهذه ليست الحالة العادية؛ لهذا السبب يطلق عليه منحنى العائد المقلوب.


إذاً، من الأكثر تأثراً بهذا الشكل من المنحنى؟ سيدفع الأشخاص الذين يدينون بالمال على المدى القصير فائدة أعلى، وسيحصل أولئك الذين لديهم استثمارات على أموال على المدى الطويل، وهو المعدل الأدنى حالياً، مما سيوفر عائداً سلبياً على الاستثمار. تناسب البنوك هذه المعايير، إذ يدفع البنك للعملاء ودائع قصيرة الأجل، حيث يقوم العملاء عادةً بتجميد أموالهم لمدة شهرين أو بضع سنوات. سيعتمد دخل البنك على القروض طويلة الأجل والرهون العقارية والسندات وطرق التمويل الأخرى بناءً على العائد المنخفض طويل الأجل. هذا وتدفع البنوك أجوراً عالية على الودائع المالية، وتتلقى أجوراً منخفضة على القروض طويلة الأجل، مما يؤثر بشكل كبير على أرباحها وسيولتها.


في كل مرة ينقلب فيها منحنى العائد، سيتبعه الركود قريباً. ومع ذلك، فإن أرباح الشركة المتوقعة آخذة في الارتفاع، والتضخم آخذ في الانخفاض، مع زيادة معدّل التوظيف، وتحسّن معنويات السوق، وتثبت جميع هذه الأسباب أن نموذج منحنى العائد المقلوب قد يخطئ لأول مرة.

إنها مسألة وقت... وسنعرف قريباً!