أنواع الحسابات

أين نحن من عالم الميتافيرس (Metaverse)؟
تم النشر في Jan 18, 2022

image

أين نحن من عالم الميتافيرس (Metaverse

 

قلّة من الناس هم الذين لم يسمعوا بالميتافيرس (Metaverse) منذ أن اجتاح هذا المصطلح عالمَ التكنولوجيا خلال هذا العام. وقد بدأت الشرارة عندما غيَّر موقع فيسبوك اسمه رسمياً إلى ميتا، ليكون بذلك من السبّاقين في محاولة خلق عالم افتراضي بشكل كامل. وقد تم ابتكاره لأول مرة عام 1992 من قبل مؤلف الخيال العلمي، نيل ستيفنسون، حيث وصفه بأنه عالم افتراضي ثلاثي الأبعاد لأنه لا يتيح فقط للأشخاص من حول العالم التفاعل والتواصل مع بعضهم البعض بالصورة المعتادة، وإنما يسمح لهم أيضاً بخلق شخصيات افتراضية (Avatars) لتكون على اتصال مع بعضها. ويُطلق على الميتافيرس في وقتنا الحالي اسم (ويب  (3.0وهو الإصدار الثالث من (الويب 1.0) الأصلي الذي تم إصداره في الفترة التي تتراوح ما بين التسعينيات والألفية الأولى، حيث يُعتبر (ويب 2.0) هو الإنترنت الذي نشهده ونستخدمه في عصرنا الحالي.

 

وإذا ما أردنا أن نتعمّق أكثر في فهم هذا المصطلح؛ فهو مزيج من الكلمة اليونانية (meta) التي تعني (ما وراء) و(Universe) التي تعني (الكون)؛ لذا فترجمة الجملة بشكل عام هي (ما وراء الكون). وهناك آراء مختلفة فيما يتعلق بهذا المفهوم؛ حيث يراه البعض أنه ببساطة بيئة افتراضية يتواصل الأفراد من خلالها مع بعضهم ويلعبون ويعملون ويكسبون المال، مما يجعل الكثير مما نقوم به على الإنترنت اليوم جزءاً من هذا العالم. بينما يرى البعض الآخر أنه كون يتسم باللامركزية ومأهول بالسكان الافتراضيين (Avatars) – بشكل كامل أو جزئي – ما يجعلنا نعيش ما بين الواقع الفعلي والافتراضي.

 

يتيح هذا العالم المجال للإبداع اللامتناهي، ويتضح ذلك من خلال ظهور العديد من المفاهيم الفريدة مثل تلك المتعلقة بقطاع التداول؛ كالرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) التي باتت شعبيتها تزداد مؤخراً، فهي ببساطة رموز تشفير موجودة على سلسلة الكتل (Blockchain) ولا يمكن تكرارها أو استبدالها. ويمكن استخدامها أيضاً لتمثيل عناصر من العالم الحقيقي مثل الأعمال الفنية والعقارات بشكل يتيح شراءها وبيعها وتداولها بسهولة مع تقليل احتمالية التعرض للاحتيال*.

 

أما وجهة النظر الثانية حول الـ ((Metaverse Web 3.0، فتعتبر الـ NFTs خطوةً تمهيديةً لهذا العالم الافتراضي لكنها ليست جزءاً منه. ومع ذلك؛ تشترك كلا النظرتين في أن الـ NFTs تلعب دوراً حاسماً في تحقيق مفهوم الميتافيرس بالكامل، خاصة في الأوقات التي لم يعد فيها الاقتصاد بصورته التقليدية يوفر فرصاً مستقبلية ذات نتائج على المدى البعيد. وبالإضافة إلى ذلك؛ فإن الـ NFTs تنبثق أهميتها من حقيقة أن لها مستقبلاً واعداً فيما يتعلق بإنشاء آلية لابتكار أصول جديدة دون قيد أو شرط.

 

وبغض النظر عن التعريفات المختلفة للميتافيرس، فقد بدأ العالم بالفعل يشعر بالآثار المترتبة على هذا الواقع الجديد. فوفقاً لتقرير صادر عن الشركة الأمريكية (Grayscale)، تم إنفاق 200 مليون دولار أمريكي هذا العام على مبيعات (Metaverse Web 3.0) ومن المتوقع أن يبدأ في تحقيق 1 تريليون دولار من الإيرادات سنوياً. وبالتوازي مع ذلك؛ تُقدّر بلومبيرج نمو سوق العالم الافتراضي ليصل إلى 800 مليار دولار بحلول عام 2024.

 

ولقد أدركت العديد من الشركات الكبرى بالفعل الإمكانات الاقتصادية لهذا الواقع الافتراضي؛ حيث تخطط شركة (Boeing) على سبيل المثال لبناء طائرتها المقبلة في الميتافيرس، وتقوم منصات مثل MANA وAxie Infinity وSandbox بإتاحة الفرصة لشراء قطع أراضي افتراضية باستخدام العملات الرقمية الداخلية.

 

ومع ذلك؛ لا يزال البعض يشكك في الأمر برمّته بما في ذلك أحد أغنى رجال العالم، إيلون ماسك، الذي يعتقد أن انخراط البشر تماماً في هذا العالم هو احتمال ضئيل للغاية، بل إنه يرى كذلك أنه من المحتمل أن يصبح واقعاً في المستقبل على المدى البعيد بمساعدة شركته (Neuralink) التي تهدف إلى تطوير زراعة خلايا الدماغ لتحسين القدرات الجسدية للبشر وإتاحة المجال لهم للاتصال بالأجهزة مثل أجهزة الحاسوب.

وعلى الرغم من الإمكانيات غير المحدودة التي يمكن تحقيقها في عالم الميتافيرس الذي يتضمن آثاراً إيجابية – مثل توفير فرص عمل عالمية أكثر مرونة وزيادة أجور العمالة – إلا أن هناك تحديات كبيرة قد تنتج عن ذلك منها الافتقار إلى حماية البيانات والمعلومات الخاصة بالهوية الشخصية (ID) وحقوق الملكية، بالإضافة إلى انتهاك الخصوصية، والتضارب الذي قد ينتج بسبب اختلاف القوانين بين دولة وأخرى.

 

*المصدر: Investopedia.com